
اعتمد الكاتب ” فيودور دوستويفسكي ” في روايته الجريمة و العقاب المكونة من جزئين على البعد النفسي و الفلسفي . فقد ساعد القارئ أن يكون أقرب لشخصية المجرم من خلال ردود افعاله و مشاعره التي دفعته لإرتكاب جريمته .
” روديون رومانوفيتش راسكولنكوف ” طالب بكلية الحقوق بلغ اكبر مراحل اليأس بعد ان أنتقل للعيش في غرفة صغيرة في سانت بطرسبورغ .
” إليونا افانوفنا ” هي العجوز التي تقرض الطلاب نقوضا و كان ” راسكولنكوف ” واحدا من الطلاب . لم تكن ” إليونا ” عادلة في حساباتها مما جعلها شخص مكروه لدى الطلاب .
كانت فكرة قتل العجوز تجوب رأسه طوال الوقت. و بإحدى اليالي بينما كانت تشغله الفكرة إلتقى بسكير قص عليه كيف فشل في إعالة أسرته و كان سببا في شتاتها و دفع إبنته ” سونيا ” للعمل كعاهرة لتعيل اسرتها . كانت النقود هي المتحكمة في البشر هي التي تدفعهم للجريمة او تعصمهم من الخطأ .
برغم من ان خطته لم تسير كما رسمها الا إنه بالفعل قتل العجوز بفأسه . و بعد أن حضرت أختها و رأت الجريمة لم يكن له خيارا إلا بقتلها هي الأخرى . من أثر الصدمة لم يأخذ إلا بعض أشياء العجوز و حقيبة صغيرة تاركا ثروتها الكبيرة خلفه .
بعد أن تخلص من جميع الأدلة مازالت تصرفاته و ردود أفعاله تجاه ذكر الجريمة مريبة وتغيره الواضح جعله محل شك لدى المحقق ” بورفيري “. و مع الوقت أدلت حالته النفسية بأن هناك علاقة له بقتل العجوز لكن ليس هناك اي دليل على ذلك خاصتا بعد إعتراف أحد الأشخاص بأنه القاتل .
في ذلك الوقت أقام ” راسكولنكوف ” علاقة طاهرة مع “سونيا ” و أخبرها بكل شئ ، و لكنه ظل في صراع مع نفسه حول فكرة الإعتراف ، و بعد كثير من من المحاولات إستطاعت سونيا إقناعه بالإعتراف ، وإذ به يتوجه إلى الشرطة و يدلي بإعترافه و يتم الحكم عليه بالسجن ثمان سنوات مع الأعمال الشاقة في سيبيريا .
أثرت الجريمة على والدته المريضة التي لم تحتمل ما فعله إبنها فتموت من حزنها . أما أخته فتتزوج من صديقه “رازومبخين” و تعيش في سعادة معه .
بعد أن قضي فترة في السجن شعر أخيرا بأنه متحرر من عذاب ضميره الذي كان يلاحقه . وتبدي نفسه الرضا عنه و عما هو فيه .
إن عقاب الضمير أقوى من السجون و القوانين و نظرات المجتمع . إن ضمير المرء لا يمت إن ماتت الرحمة و غابت العدالة يظل الضمير حاضرا متيقظا .. .