
كان ياما كان
في قديم الزمان
وفي يوم من الأيام
ذهب جحا إلى السوق بحماره الصغير
وكان يسير بجانب هذا الحمار ابن جحا
وبعد عدة ساعات من السير
وعندما مر جحا وابنه على مجموعة أفراد
فإذا بهؤلاء الأفراد يستهذأون بجحا
ويلوموه على أنه ترك ولده يسير كل هذه المسافة
على قدمه بينما جحا هو ركب الحمار
وعندما سمع جحا هذا الكلام قال في نفسه إنهم محقون
كيف أركب وولدي يسير كل هذه المسافة ؟
فحمل ولده الصغير ووضعه على الحمار وسار هو بجانبهم
وبعد عدة ساعات مرّ جحا وولده
بمجموعة سيدات الذين إستهذأوا بإبن جحا
وقالوا أين التربية أتترك والدك الكبير في السن يمشي سيراً
بينما أنت مرتاح على ظهر الحمار ؟
وكيف يا رجل تترك ولدك بهذا السلوك ولا تربية ؟
فاقتنع جحا بهذا الكلام
وقرر أن يركب فوق الحمار مع ولده
وبعد عدة ساعات
وبينما الشمس اشتدت الحرارة
مرّ جحا وولده على مجموعة أفراد
فما أن رأوه حتى صاحوا في وجهه
قائلين
يا رجل أليس في قلبك شفقة
الحمار مسكين والشمس شديدة وأنت وولدك تركبون فوقه ؟
فاقتنع جحا بكلام هؤلاء الناس
ونزل هو وولده عن الحمار
وأكمل طريقه سيراً على الأقدام هو وولده
وعندما وصل جحا وولده إلى السوق ومرّ على مجموعة تجار
فإذا بهم يستهذأون من جحا ويقولون له
أتمشي أنت وولدك في هذه الشمس المُحرقة
وتعانون من الحر ومعك حمار وتتركه يسير بلا عمل
فما فائدة الحمار معكم ؟
وضحك أحدهم و ساخراً منه
وقال
عليك أن تحمل الحمار حتى تريحه أكثر وأكثر
وهنا أدرك جحا أن ليس هناك فعل يُرضي جميع الناس