
كان ياما كان
كان في قديم الزمان كان هناك رجلاً يًدعى ياسر يمتلك دُكاناً صغيراً لبيع منتجات الألبان والزبادي. ونظراً لأمانته التي عُرف بها بين أهل القرية فقد حرص جميع أهل قريته على شراء احتياجاتهم من الألبان بشكل يومي.
و في مساء أحد الأيام بعدما انتهى أهل القرية من شراء ألبانها. وجد يأسر مجموعة كبيرة من عبوات الزبادي التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء متبقية لديه ولا يوجد أحد لشرائها منه. فكر ياسر طويلاً في مصير هذه العبوات حتى قرر في النهاية. الاحتفاظ بها في ثلاجة محله بدلأ من أن يتخلص منها وتزيد خسائره.
وفي يوم من الأيام
جاء الى محل ياسر رجلاً يرغب في شراء مجموعة كبيرة من عبوات الزبادي. فقام ياسر ببيع الزبادي منتهية الصلاحية لهذا الرجل حتى يتخلص من وجودها الذي يزحم عليه المكان بداخل الثلاجة .
اشترى الرجل من ياسر الزبادي وعاد بها الى منزله ويأكل من تلك العبوات التي اشتراها من ياسر. وماهي الا دقائق قليلة حتى شعر الرجل بالألم الشديد في معدته وظهرت عليه أعراض التسمم ولزم سريره لعدة أيام.
وبعد أن تعافى الرجل ذهب الى محل الألبان الذي يمتلكه ياسر. وعاتبه على بيعه الزبادي منتهية الصلاحية وأخبره بما حدث له من إعياء نتيجة تناولته تلك الزبادي وطلب منه أن يتقي الله في بيعها بضاعته. إلا أن ياسر على غير المتوقع أنكر ذلك وصمم على أن كل منتجاته التي يبيعها طازجة.
ظل بائع الزبادي يغش اهل قريته بعد أن بيع الزبادي منتهية الصلاحية تعود علية بالمكسب بدلاً من التخلص منها بخسارة مادية. استمر كذلك حتى لم يبق أحد من قريته يرغب في الشراء منه وبدأت الخسارة تقترب منه.
وفي يوم من الأيام شعر ابن بائع الزبادي الصغير بالجوع، ففتح ثلاجة المحل وتناول علبة زبادي من المُنتهي صلاحيتها وأكلها، وما أن انتهى منها حتى شعر بالتعب وأخذ يصرخ من شدة الألم حتى سقط على الأرض.
قام والده إليه مهرولا يبكي وأخذه إلى الطبيب، وبعد إجراء الفحص على الطفل أخبره الطبيب أن ابنه تعرض لتسمم غذائي بسبب تناوله لطعام منتهي الصلاحية وأنه بحاجة إلى إجراء عملية غسيل معدة.
في هذه اللحظة أدرك البائع ياسر خطأ طمع وجشع وكيف كان السبب في أذية الكثيرين بسبب قلة ضميره وغشه وشعر بالندم. وخرج الى اهل قريته يعتذر إليهم ويطلب منهم مسامحته بعد أن عاهدهم على عدم عودته الى الغش مرة اخرى.